فصل: قال البيضاوي:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



الكاف في {كَمَا أَخْرَجَكَ رَبُّكَ} في محل النصب على أنه صفة لمصدر الفعل المقدر، والتقدير: قل الأنفال استقرت لله والرسول وثبتت مع كراهتهم ثباتًا مثل ثبات إخراج ربك إياك من بيتك وهم كارهون {مِن بَيْتِكَ} يريد بيته بالمدينة، أو المدينة نفسها لأنها مهاجرة ومسكنة فهي في اختصاصها به كاختصاص البيت بساكنه {بالحق} إخراجًا متلبسًا بالحكمة والصواب {وَإِنَّ فَرِيقًا مّنَ المؤمنين لَكَّرِهُونَ} في موضع الحال أي أخرجك في حال كراهتهم.
وذلك أن عير قريش أقبلت من الشام فيها تجارة عظيمة ومعها أربعون راكبًا منهم أبو سفيان، فأخبر جبريل النبي عليه السلام فأخبر أصحابه فأعجبهم تلقي العير لكثرة الخير وقلة القوم، فلما خرجوا علمت قريش بذلك فخرج أبو جهل بجميع أهل مكة وهو النفير في المثل السائر: لا في العير ولا في النفير.
فقيل له: إن العير أخذت طريق الساحل ونجت، فأبى وسار بمن معه إلى بدر وهو ماء كانت العرب تجتمع فيه لسوقهم يومًا في السنة ونزل جبريل عليه السلام فقال: يا محمد، إن الله وعدكم إحدى الطائفتين، إما العير وإما قريشًا.
فاستشار النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه وقال: «العير أحب إليكم أم النفير» قالوا: بل العير أحب إلينا من لقاء العدو.
فتغير وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم ردّد عليهم فقال: «إن العير قد مضت على ساحل البحر وهذا أبو جهل قد أقبل» فقالوا: يا رسول الله عليك بالعير ودع العدو.
فقام عند غضب النبي صلى الله عليه وسلم أبو بكر وعمر رضي الله عنهما فأحسنا، ثم قام سعد بن عبادة فقال انظر أمرك فامض، فوالله لو سرت إلى عدن أبين ما تخلف عنك رجل من الأنصار.
ثم قال المقداد بن عمرو: امض لما أمرك الله فإنا معك حيث أحببت، لا نقول لك كما قال بنو إسرائيل لموسى: {اذهب أَنتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلا إِنَّا هاهنا قاعدون} [المائدة: 24].
ولكن اذهب أنت وربك فقاتلا إنا معكما مقاتلون.
ما دامت عين منا تطرف، فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال سعد بن معاذ: امض يا رسول الله لما أردت، فوالذي بعثك بالحق لو استعرضت بنا هذا البحر فخضته لخضناه معك ما تخلف منا رجل واحد، فسر بنا على بركة الله.
ففرح رسول الله صلى الله عليه وسلم ونشطه قول سعد ثم قال: «سيروا على بركة الله أبشروا فإن الله وعدني إحدى الطائفتين، والله لكأني الآن أنظر إلى مصارع القوم» وكانت الكراهة من بعضهم لقوله: {وَإِنَّ فَرِيقًا مّنَ المؤمنين لَكَّرِهُونَ} قال الشيخ أبومنصور رحمه الله: يحتمل أنهم منافقون كرهوا ذلك اعتقادًا، ويحتمل أن يكونوا مخلصين، وأن يكون ذلك كراهة طبع لأنهم غير متأهبين له.
{يجادلونك فِي الحق} الحق الذي جادلوا فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم تلقي النفير لإيثارهم عليه تلقي العير {بَعْدَمَا تَبَيَّنَ} بعد إعلام رسول الله صلى الله عليه وسلم بأنهم ينصرون وجدالهم قولهم ما كان خروجنا إلا للعير، وهلا قلت لنا لنستعد وذلك لكراهتهم القتال {كَأَنَّمَا يُسَاقُونَ إِلَى الموت وَهُمْ يَنظُرُونَ} شبه حالهم في فرط فزعهم وهم يسار بهم إلى الظفر والغنيمة بحال من يعتل إلى القتل ويساق على الصغار إلى الموت وهو مشاهد لأسبابه ناظر إليها لا يشك فيها.
وقيل: كان خوفهم لقلة العدد وإنهم كانوا رجالة وماكان فيهم إلا فارسان {وإذ يَعِدُكُمُ الله إِحْدَى الطائفتين} {إذ} منصوب ب اذكر و{إِحْدَى} مفعول ثانٍ {أَنَّهَا لَكُمْ} بدل من {إِحْدَى الطائفتين} وهما العير والنفير والتقدير: وإذ يعدكم الله أن إحدى الطائفتين لكم {وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذَاتِ الشوكة تَكُونُ لَكُمْ} أي العير وذات الشوكة ذات السلاح، والشوكة كانت في النفير لعددهم وعدتهم أي تتمنون أن تكون لكم العير لأنها الطائفة التي لا سلاح لها ولا تريدون الطائفة الأخرى {وَيُرِيدُ الله أَن يُحِقَّ الحَقَّ} أي يثبته ويعليه {بكلماته} بآياته المنزلة في محاربة ذات الشوكة وبما أمر الملائكة من نزولهم للنصرة، وبما قضى من قتلهم وطرحهم في قليب بدر {وَيَقْطَعَ دَابِرَ الكافرين} آخرهم والدابر الآخر فاعل من دبر إذا أدبر.
وقطع الدابر عبارة عن الاستئصال يعني أنكم تريدون الفائدة العاجلة، وسفساف الأمور، والله تعالى يريد معالي الأمور، ونصرة الحق، وعلو الكلمة، وشتان ما بين المرادين، ولذلك اختار لكم الطائفة ذات الشوكة وكسر قوتهم بضعفكم وأعزكم وأذلهم: {لِيُحِقَّ الحق} متعلق ب {يقطع} أو بمحذوف تقديره ليحق الحق {وَيُبْطِلَ الباطل} فعل ذلك والمقدر متأخر ليفيد الاختصاص أي ما فعله إلا لهما، وهو إثبات الإسلام وإظهاره، وإبطال الكفر، ومحقه، وليس هذا بتكرار لأن الأول تمييز بين الإرادتين، وهذا بيان لمراده فيما فعل من اختيار ذات الشوكة على غيرها لهم ونصرتهم عليها {وَلَوْ كَرِهَ المجرمون} المشركون ذلك {إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ} بدل من {إِذْ يَعِدُكُمُ} أو متعلق بقوله: {لِيُحِقَّ الحق وَيُبْطِلَ الباطل} واستغاثتهم أنهم لما علموا أنه لابد من القتال طفقوا يدعون الله يقولون أي ربنا انصرنا على عدوك، يا غياث المستغيثين أغثنا.
وهي طلب الغوث وهو التخليص من المكروه {فاستجاب لَكُمْ} فأجاب.
وأصل {أَنّي مُمِدُّكُمْ} بأني ممدكم فحذف الجار وسلط عليه {استجاب} فنصب محله {بِأَلْفٍ مّنَ الملئكة مُرْدِفِينَ} {مُردفِينَ} مدني.
غيره بكسر الدال.
فالكسر على أنهم أردفوا غيرهم، والفتح على أنه أردف كل ملك ملكًا آخر.
يقال: ردفه إذا تبعه، وأردفته إياه إذا اتبعه {وَمَا جَعَلَهُ الله} أي الإمداد الذي دل عليه ممدكم {إِلاَّ بشرى} إلا بشارة لكم بالنصر {وَلِتَطْمَئِنَّ بِهِ قُلُوبُكُمْ} يعني أنكم استغثتم وتضرعتم لقلتكم فكان الإمداد بالملائكة بشارة لكم بالنصر وتسكينًا منكم وربطًا على قلوبكم {وَمَا النصر إِلاَّ مِنْ عِندِ الله} أي ولا تحسبوا النصر من الملائكة فإن الناصر هو الله لكم وللملائكة، أو وما النصر من الملائكة وغيرهم من الأسباب إلا من عند الله، والمنصور من نصره الله.
واختلف في قتال الملائكة يوم بدر فقيل: نزل جبريل عليه السلام في خمسمائة ملك على الميمنة وفيها أبو بكر رضي الله عنه، وميكائل في خمسمائة على الميسرة وفيها علي رضي الله عنه في صورة الرجال عليهم ثياب بيض وعمائم بيض قد أرخوا أذنابها بين أكتافهم فقاتلت حتى قال أبو جهل لابن مسعود: من أين كان يأتينا الضرب، ولا نرى الشخص، قال: من قبل الملائكة.
قال: فهم غلبونا لا أنتم.
وقيل: لم يقاتلوا وإنما كانوا يكثرون السواد ويثبتون المؤمنين وإلا فملك واحد كافٍ في إهلاك أهل الدنيا.
{أَنَّ الله عَزِيزٌ} بنصر أوليائه {حَكِيمٌ} بقهر أعدائه.
{إِذْ يُغَشّيكُمُ} بدل ثانٍ من {إِذْ يَعِدُكُمُ} أو منصوب بالنصر أو بإضمار اذكر.
{يُغَشّيكُمُ} مدني {النعاس} النوم والفاعل هو الله على القراءتين.
{يُغَشّيكُمُ النعاس} مكي، وأبو عمرو {ءامِنَةً} مفعول له أي إذ تنعسون أمنة بمعنى أمنًا أي لأمنكم، أو مصدر أي فأمنتم أمنة فالنوم يزيح الرعب ويريح النفس {مِنْهُ} صفة لها أي أمنة حاصلة لكم من الله: {وَيُنَزّلُ} بالتخفيف: مكي وبصري، وبالتشديد: وغيرهم {عَلَيْكُم مّن السماء مَاء} مطرًا {لّيُطَهّرَكُمْ بِهِ} بالماء من الحدث والجنابة {وَيُذْهِبَ عَنكُمْ رِجْزَ الشيطان} وسوسته إليهم وتخويفه إياهم من العطش، أو الجنابة من الاحتلام، لأنه من الشيطان وقد وسوس إليهم أن لا نصرة مع الجنابة {وَلِيَرْبِطَ على قُلُوبِكُمْ} بالصبر {وَيُثَبّتَ بِهِ الأقدام} أي بالماء إذ الأقدام كانت تسوخ في الرمل، أو بالربط لأن القلب إذا تمكن فيه الصبر يثبت القدم في مواطن القتال {إِذْ يُوحِى} بدل ثالث من {إِذْ يَعِدُكُمُ} أو منصوب ب {يُثَبّتُ} {رَبُّكَ إِلَى الملئكة أَنّي مَعَكُمْ} بالنصر {فَثَبّتُواْ الذين ءامَنُواْ} بالبشرى وكان الملك يسير أمام الصف في صورة رجل ويقول: أبشروا فإن الله ناصركم {سَأُلْقِى فِي قُلُوبِ الذين كَفَرُواْ الرعب} هو امتلاء القلب من الخوف و{الرعب} شامي وعلي {فاضربوا} أمر للمؤمنين أو الملائكة، وفيه دليل على أنهم قاتلوا {فَوْقَ الأعناق} أي أعالي الأعناق التي هي المذابح تطييرًا للرءوس، أو أراد الرءوس لأنها فوق الأعناق يعني ضرب الهام {واضربوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ} هي الأصابع يريد الأطراف، والمعنى فاضربوا المقاتل والشوي لأن الضرب إما أن يقع على مقتل أو غير مقتل، فأمرهم أن يجمعوا عليهم النوعين {ذلك} إشارة إلى ما أصابهم من الضرب والقتل والعقاب العاجل وهو مبتدأ خبره {بِأَنَّهُمْ شَاقُّواْ الله وَرَسُولَهُ} أي ذلك العقاب وقع عليهم بسبب مشاقتهم أي مخالفتهم وهي مشتقة من الشق لأن كلا المتعاديين في شق خلاف شق صاحبه، وكذا المعاداة والمخاصمة لأن هذا في عدوة وخُصم أي جانب وذاك في عدوة وخصم {وَمَن يُشَاقِقِ الله وَرَسُولَهُ فَإِنَّ الله شَدِيدُ العقاب} والكاف في ذلك لخطاب الرسول أو لكل أحد، وفي {ذلكم} للكفرة على طريقة الالتفات، ومحله الرفع على ذلكم العقاب أو العقاب {ذلكم فَذُوقُوهُ}.
والواو في {وَأَنَّ للكافرين عَذَابَ النار} بمعنى مع أي ذوقوا هذا العذاب العاجل مع الآجل الذي لكم في الآخرة فوضع الظاهر موضع الضمير.
{يَا أَيُّهَا الذين ءامَنُواْ إِذَا لَقِيتُمُ الذين كَفَرُواْ زَحْفًا} حال من {الذين كَفَرُواْ}.
والزحف الجيش الذي يرى لكثرته كأنه يزحف أي يدب دبيبًا من زحف الصبي إذا دب على استه قليلًا قليلًا سمي بالمصدر {فَلاَ تُوَلُّوهُمُ الأدبار} فلا تنصرفوا عنهم منهزمين أي إذا لقيتموهم للقتال وهم كثير وأنتم قليل، فلا تفروا فضلًا أن تدانوهم في العدد أو تساووهم، أو حال من المؤمنين أو من الفريقين أي إذا لقيتموهم متزاحفين هم وأنتم.
{وَمَن يُوَلّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلاَّ مُتَحَرّفًا} مائلًا {لّقِتَالٍ} هو الكر بعد الفر يخيل عدوه أنه منهزم ثم يعطف عليه وهو من خدع الحرب {أَوْ مُتَحَيّزًا} منضمًا {إلى فِئَةٍ} إلى جماعة من المسلمين سوى الفئة التي هو فيها وهما حالان من ضمير الفاعل في {يُوَلّهِمْ} {فَقَدْ بَاء بِغَضَبٍ مّنَ الله وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ المصير} ووزن متحيز متفيعل لا متفعل، لأنه من حاز يحوز، فبناء متفعل منه متحوز. اهـ.

.قال البيضاوي:

{يَسْئَلُونَكَ عَنِ الأنفال} أي الغنائم يعني حكمها، وإنما سميت الغنيمة نفلًا لأنها عطية من الله وفضل كما سمي به ما يشرطه الإمام لمقتحم خطر عطية له وزيادة على سهمه.
{قُلِ الأنفال لِلَّهِ والرسول} أي أمرها مختص بهما يقسمها الرسول على ما يأمره الله به. وسبب نزوله اختلاف المسلمين في غنائم بدر أنها كيف تقسم ومن يقسم المهاجرون منهم أو الأنصار. وقيل شرط رسول الله صلى الله عليه وسلم لمن كان له غناء أن ينفله، فتسارع شبانهم حتى قتلوا سبعين وأسروا سبعين ثم طلبوا نفلهم وكان المال قليلًا فقال الشيوخ والوجوه الذين كانوا عند الرايات: كنا رِدْءًا لكم وفئة تنحازون إلينا، فنزلت فقسمها رسول الله صلى الله عليه وسلم بينهم على السواء، ولهذا قيل: لا يلزم الإمام أن يفي بما وعد وهو قول الشافعي رضي الله عنه، وعن سعد بن أبي وقاص رضي الله تعالى عنه قال: لما كان يوم بدر قتل أخي عمير فقتلت به سعيد بن العاص وأخذت سيفه، فأتيت به رسول الله صلى الله عليه وسلم واستوهبته منه فقال: ليس هذا لي ولا لك اطرحه في القبض فطرحته، وبي ما لا يعلمه إلا الله من قتل أخي وأخذ سلبي فما جاوزت إلا قليلًا حتى نزلت سورة الأنفال، فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: سألتني السيف وليس لي وأنه قد صار لي فاذهب فخذه. وقرئ {يسألونك علنفال} بحذف الهمزة والفاء حركتها على اللام وإدغام نون عن فيها، ويسألونك الأنفال أي يسألك الشبان ما شرطت لهم.
{فاتقوا الله} في الاختلاف والمشاجرة.
{وَأَصْلِحُواْ ذَاتَ بِيْنِكُمْ} الحال التي بينكم بالمواساة والمساعدة فيما رزقكم الله وتسليم أمره إلى الله والرسول.
{وَأَطِيعُواْ الله وَرَسُولَهُ} فيه.
{إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ} فإن الإيمان يقتضي ذلك، أو إن كنتم كاملي الإيمان فإن كمال الإيمان بهذه الثلاثة: طاعة الأوامر، والاتقاء عن المعاصي، وإصلاح ذات البين بالعدل والإحسان.
{إِنَّمَا المؤمنون} أي الكاملون في الإيمان.
{الذين إِذَا ذُكِرَ الله وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ} فزعت لذكره استعظامًا له وتهيبًا من جلاله. وقيل هو الرجل يهم بمعصية فيقال له اتق الله فينزع عنها خوفًا من عقابه. وقرئ {وَجِلَتْ} بالفتح وهي لغة، وفَرَقَتْ أي خافت.
{وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ ءَايَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا} لزيادة المؤمن به، أو لاطمئنان النفس ورسوخ اليقين بتظاهر الأدلة، أو بالعمل بموجبها وهو قول من قال الإِيمان يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية بناء على أن العمل داخل فيه.
{وعلى رَبّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ} يفوضون إليه أمورهم ولا يخشون ولا يرجون إلا إي. اهـ.
{الذين يُقِيمُونَ الصلاة وَمِمَّا رزقناهم يُنفِقُونَ}.
{أُوْلئِكَ هُمُ المؤمنون حَقًّا} لأنهم حققوا إيمانهم بأن ضموا إليه مكارم أعمال القلوب من الخشية والإخلاص والتوكل، ومحاسن أفعال الجوارح التي هي العيار عليها من الصلاة والصدقة، و{حَقًّا} صفة مصدر محذوف أو مصدر مؤكد كقوله: {وَعْدَ الله حَقّا}.